اعلان

الأحد، 25 فبراير 2024

فبراير 25, 2024

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي


الخلود الرقمي هو فكرة تقوم على إمكانية تخزين الوعي أو الشخصية البشرية في شكل رقمي، بحيث يمكن استعادتها أو استخدامها بعد وفاة الجسد. هذا يعني أن الإنسان قد يستمر في العيش في عالم افتراضي أو في جسد آلي أو في شبكة الإنترنت .

هذه الفكرة ليست جديدة، فقد ظهرت في الأدب والسينما والفن منذ زمن طويل. على سبيل المثال، في رواية 1984 لجورج أورويل، يتحدث الشخصية الرئيسية وينستون سميث مع صوت يسمى الأخ الأكبر، والذي يمثل السلطة القمعية في المجتمع الشمولي. وفي فيلم المصير الأخير، يحاول البطل أليكس براونينغ النجاة من الموت بعد أن تنبأ بكارثة طائرة. وفي فيلم هير، يقع البطل ثيودور تومبلي في حب صوت يسمى سامانثا، والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ولكن هل هذه الفكرة ممكنة علميًا؟ هناك العديد من العلماء والمهندسين والمخترعين الذين يعملون على تحقيق هذا الحلم. على سبيل المثال، راي كورزويل، وهو خبير في الذكاء الاصطناعي والمستقبليات، يؤمن بأن الخلود الرقمي سيكون ممكنًا بحلول عام 2045. وهو يخطط لتحميل ذكرياته وشخصيته على الحاسوب، ويأمل في أن يتمكن من التواصل مع نسخة رقمية من والده الراحل.

ومن بين المشاريع العملية التي تهدف إلى تحقيق الخلود الرقمي، نجد مشروع إيترنيمي، وهو مشروع أسترالي يقوم بجمع البيانات الشخصية للأفراد من وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والرسائل النصية وغيرها، ويستخدمها لإنشاء نماذج رقمية تحاكي شخصيتهم وتفاعلهم مع الآخرين. ويهدف المشروع إلى إتاحة الفرصة للأحياء للتحدث مع الأموات عن طريق تطبيقات الهاتف أو الواسمعت عن مبادرة إيترنيمي وأنها تعمل على تحقيق الخلود الرقمي. هذا المشروع يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لإنشاء نماذج رقمية للأفراد الأحياء. يتم جمع البيانات الشخصية من مختلف مصادرها مثل وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والرسائل النصية، ثم يتم استخدامها لإنشاء شخصية رقمية محاكية للشخص الحقيقي.

الفكرة وراء إيترنيمي هي تمكين الأشخاص من التفاعل مع نسخ رقمية من أحبائهم المتوفين أو الأشخاص التاريخيين المشهورين. يمكن للنماذج الرقمية التفاعل مع الأشخاص الحقيقيين من خلال تطبيقات الهاتف أو الواجهات الرقمية الأخرى. يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعلم أنماط الكلام والسلوك الفردي للشخص ومحاكاتها في النموذج الرقمي.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أن الخلود الرقمي لا يزال مجرد فكرة ومفهوم في هذه المرحلة، ولم يتم تحقيقه بشكل كامل. قد يكون هناك تحديات علمية وأخلاقية تعترض تطبيق هذا المفهوم بشكل عملي. إلى جانب ذلك، يثير الخلود الرقمي العديد من الأسئلة الأخلاقية والقانونية حول الخصوصية والملكية الفكرية والتلاعب بالهوية الشخصية.

باختصار، الخلود الرقمي مفهوم مثير ومثير للجدل في مجال التكنولوجيا والمستقبل. قد يكون له تأثير كبير على كيفية نظرنا إلى الحياة والموت والهوية الشخصية. ومع ذلك، لا يزال هذا المفهوم يحتاج إلى مزيد من البحث والتطوير للوصول إلى تطبيقات عملية قابلة للاستخدام.

إرسال تعليق